-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

من هم الملوك الأربعة الذين حكموا الأرض ؟


 

ملك الأرض أربعة ملوك مؤمنان، وكافران. فالمؤمنان: ذو القرنين، وسليمان عليه السلام. والكافران: النمرود ، وبختنصر.

لا شك أن اعظمهم ملكا على الإطلاق سيدنا سليمان عليه السلام.

نبي الله سليمان عليه السلام

لم تأت الأرض بملك مثله عليه السلام، ولن تأتي؛ حيث إن الله تعالى قد سخر لسليمان كل شيء، فقد سخر له الجن والإنس، وعلمه الله لغة الحيوانات وأخضع له الوحوش، وجعل الرياح تحت أمره كل هذا من ملك سليمان - عليه السلام، وسليمان هو ابن داوود عليهما السلام. قال تعالى: " وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ " وورث سليمان أباه داود في النبوة والعلم والملك، وقال سليمان لقومه: يا أيها الناس عُلِّمنا وفُهِّمنا كلام الطير، وأُعطينا مِن كل شيء تدعو إليه الحاجة، إن هذا الذي أعطانا الله تعالى إياه لهو الفضل الواضح الذي يُمَيِّزنا على مَن سوانا.. كما قال رسول الله: " نحنُ معشرَ الأنبياءِ لا نورَثُ ما ترَكناهُ فهو صدقةٌ " نفهم من هذا أن سليمان لم يرث الملك من أبيه، إنما ورث النبوة؛ أي أصبح نبيًا بعده، وسأل سليمان - عليه السلام - ربه ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فوهبه الله ذلك.. فقد كان يكلم الطير ويفهم لغتهم، ولم يكن داوود سوى فاهمًا للغة الطير، لكن لم يكن يستطيع الكلام معهم، أما سليمان فقد زاده الله على أبيه بقدرته على الكلام مع الطيور، وليس هذا فقط، بل كان قادرًا على فهم لغة النمل وسماع كلامهم بفضل من الله عليه.ولا يتوقف ملك سليمان عند هذا الحد بل استمر إلى الرياح، حيث كان سليمان يتحكم في الريح بإذن الله، ويستطيع أن يركبها مع جنوده.. قال تعالى: " وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ " وسخَّرنا لسليمان الريح تجري من أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر، ومن منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد، وأسلنا له النحاس كما يسيل الماء، يعمل به ما يشاء. وأيضاً سخر الله لسليمان الجن والشياطين، فقد أعطاه القدرة على تشغيل الجن وتعذيبهم إن عصوا أمره، بل وأعطاه الله القدرة على ربطهم بالسلاسل، وكانت الشياطين تبني له القصور والمحاريب، وتستخرج له اللؤلؤ من قاع البحر، ومن يعصي أمره كان يربطه ويقيده في السلاسل.. قال تعالى: " وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ "  وسخَّرنا له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه، ومن يعدل منهم عن أمرنا الذي أمرناه به من طاعة سليمان نذقه من عذاب النار المستعرة. كل ذلك ما هوإلا جزء بسيط من ملك سيدنا سليمان عليه السلام.

موت سليمان عليه السلام

كان الناس يتحدثون عن أن الجن تعلم الغيب، فأراد الله بموت نبيه سليمان أن يبين لهم عكس ذلك، ففي يوم من الأيام سخر سليمان الجن تسخيرًا شديدًا، وجعلهم يعملون أعمالًا شاقة، وبدأ يراقبهم وهو متكئ على عصاه وفاتح عينيه، وفي تلك اللحظة قبض سليمان ومات، وبقي الجن يعملون مدة - ذكر في الروايات أنها سنة كاملة - ولم يعلموا أنه ميت، فبدأوا يشكون في موته؛ لأنه لم يتحرك أبدًا، لكنهم خائفون من محاولة التأكد حتى أتت دابة الأرض، وهي النملة آكلة الخشب فأكلت عصا سليمان، فسقط سليمان - عليه السلام - فعلم الجن أنه مات، وعلم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب.هذه قصة أعظم من حكم الأرض أن تكون حاكم الأرض وتحكمها بالإسلام وأنت نبي، فسبحان الله الذي جمع هذا كله لرجل واحد.

ذو القرنين

لماذا سمى ذو القرنين بهذا الأسم: رأى ذو القرنين في منامه رؤيا عجيبة، وهي " أنه صعد إلى الشمس واقتربت منه حتى أمسك قرنيها بيده " فقص هذه الرؤيا على أصحابه الذين فسروها قائلين له بأنه سوف يصبح ملكًا ذا جيش كبير وسيملك الدنيا من المشرق إلى المغرب، فبدأ الجهلة من قوم ذو القرنين يستهزئون به، وفسروا الرؤية على أن الملك الظالم سوف يضرب ذو القرنين على قرني رأسه، أو أنه سيقتله ويعلقه من قرني شعره.. وبسبب هذه الرؤيا سمي ذو القرنين بهذا الاسم.. وبعد ازدياد عدد أنصار ذي القرنين أصبح ملكاً على البلاد، وعاهدوه على السمع والطاعة ومحاربة عدوهم حتى يرجع لهم حقهم، وكانت بلاده تدفع للملك الظالم الجزية ، وهي عبارة عن عدة بيضات من الذهب الخالص، ولما جاء وقت الدفع فوجئ الملك الظالم بأن ذو القرنين لم يدفع شيئاً، ولم يكتف بعدم الدفع فحسب، بل طرد الرجال الذين يأخذون الضريبة، وأرسل للملك الظالم رسالة يستهزئ فيها منه قائلا: " إني قد ذبحت الدجاجة التي تبيض الذهب وأكلت لحمها فليس لك شيء عندي " فعرف الملك عن ذي القرنين بأنه شاب صغير السن فأرسل له ساخراً به " أرسلت لك كرة وسوطاً وكمية من السمسم فالكرة والسوط لتلعب بهما فإنك صغير تحب اللعب، وابتعد عن الغرور فلو كان جنودك بعدد حبات السمسم لأتيت بك" فرد عليه ذو القرنين " سأنتصر عليك ولو كان جنودك بعدد حبات السمن" وذهب ذو القرنين بأنصاره إلى الملك الظالم فألقى الله الرعب في قلوب سكان بلدة الملك الظالم، فذهبوا إلى ملكهم وطلبوا منه أن يتصالح مع ذي القرنين، فغضب الملك من هذا الكلام، وخرج بجيشه لملاقاة ذي القرنين الذي تمكن من هزيمته وقتل الملك الظالم، وأصبح هو الحاكم على البلد المجاورة فنشر فيها العدل والاستقرار والأمن والأمان وأفرح أهلها، وبعد هذا النصر عزم ذو القرنين على إعلاء كلمة الحق في كل مكان من الأرض، وقد مكن الله له في الأرض، وأعطاه الإمكانات الهائلة فسار إلى المغرب حتى وجد نفسه في سهول فسيحة ليس لها نهاية ذات أرض طينية سوداء، فرأى منظر غروب الشمس، حتى خيل له أنها تغوص في تلك الأرض الطينية، فوجد عند هذا المكان قومًا كافرين فانتصر عليهم، ولكنه بدلا من قتلهم أو أسرهم نصحهم وأصلح شأنهم وبنى في تلك البلاد المساجد وآمن أهل هذه البلدة.

ذو القرنين يحاصر يأجوج ومأجوج

وذهب ذو القرنين إلى المشرق وكان كلما مر على قوم دعاهم للإيمان بالله فإن آمنوا أكرمهم وإن كفروا عذبهم ، وسار ذو القرنين حتى وصل إلى بلاد نهايتها المحيط فأصبح يمشي في سهول الصين فوجد فيها أودية خصبة ومناطق واسعة وهضاب وعرة وظل يمشي حتى وصل إلى فتحة واسعة وعريضة بين جبلين عاليين ووجد واراء الجبلين أمة صالحة يعبدون الله، ولكنهم لا يعرفون لغة أي من البشر؛ لأنهم منعزلون خلف الجبل وسبب عزلهم خلف الجبل أنه من هذه الفتحة بين الجبلين كانت تأتي قبيلتان متوحشتان هما يأجوج ومأجوج وكانوا يأكلون كل شيء وكانوا يعتدون على الأمة الصالحة فطلبوا المساعدة من ذي القرنين بعد أن رأوا جيشه القوي وصلاحه.. فذهبوا إلى ذي القرنين وأعلنوا إسلامهم وذكروا له خطورة يأجوج ومأجوج، وأنهم يتكاثرون بسرعة وسيفسدون الأرض، وعرضوا على ذي القرنين الأجر فرفض ، وطلب منهم أن يعينوه على بناء السد، قال تعالى: " حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا " وأمر ذو القرنين القوم أن يجمعوا الحديد، وأمر المهندسين فقاسوا المسافة بين الجبلين وارتفاعهما، وأمر العمال فحفروا أساسًا في الأرض، ووضع قطعًا من الحديد بين الجبلين، وجعل بين كل طبقتين من الحديد طبقة من الفحم، ولا يزال يرفع الحديد العريض حتى سد بين الجبلين، وأشعلوا النار في الفحم حتى تحولت قطع الحديد إلى نار سائلة، وصب النحاس على الحديد المصهور فملاً الشقوق وتحول السد إلى سد عظيم عال لا يمكن النفاذ منه حتى من قبيلتي يأجوج ومأجوج.ولما رأى ذو القرنين ما صنعه حمد الله وشكره وقال: هذا رحمة من ربي.

النمرود

النمرود ملك جبار متكبر كافر بالنعمة مدعي الربوبية والعياذ بالله كان يحكم العالم من مملكته في بابل في العراق، وهو الذي جادل إبراهيم - خليل الرحمن - في ربه وقد كان سمع عن أن إبراهيم يدعو إلى الله - عز وجل - في بابل فأمر باستدعائه، ودار بينهما الحوار التالي: -

النمرود: ( من ربك ؟) إبراهيم: (ربي هو الذي خلق كل شيء وهو الذي يحيي ويميت)

النمرود: (أنا أحيي وأميت)  وأمر النمرود برجلين حكم عليهما بالموت، فأطلق سراح الأول، وقتل الثاني

فغير إبراهيم - عليه السلام - حجته وذلك من فطنته فقال إبراهيم: (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب)

قال تعالى: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " فأحس النمرود بالعجز واندهش من ذلك. مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد أن ينازع الله العظيم الجليل في العظمة ورداء الكبرياء فادعى الربوبية، وهوَ أحدُ العبيد الضعفاء وكان موت النمرود دليلا على أنه لا يملك حولًا ولا قوة إلا بإذن الله، فأرسل الله له جنديًا صغيرًا من جنوده؛ هو الذباب فكانت الذبابة تزعجه حتى دخلت إلى رأسه؛ فكانت لا تهدأ حركتها في رأسه حتى يضربوا هذا الملك الكافر بالنعال على رأسه، وظل على هذا الحال حتى مات ذليلاً من كثرة الضرب على رأسه.

بختنصر


هو أيضاً كسابقه كان ملكاً على بلاد بابل في العراق، ولكن قبل أن يصبح ملكًا كان قائد جيش جرار؛ قوامه مائة ألف مقاتل، وكان معروفًا للعالم بشراسته وقوته، وذهب بجيشه للشام ودمشق فخافه الدمشقيون، وطلبوا الصلح، وقدموا للبختنصر أموالا عظيمة وجواهر كثيرة وكنوزًا ثمينة فوافق وترك دمشق وذهب إلى بيت المقدس..وكان يحكمهم ملك من نسل داوود - عليه السلام - فخرج إلى البختنصر وقدم له الطاعة، وطلب الصلح منه، وأعطاه مثل ما أعطاه الدمشقيون، بل وأخذ منهم الملك الكافر بعض أثرياء بني إسرائيل وعاد إلى بلاده وبعد أن انتهى فزع بني إسرائيل الذين أغلقوا أبوابهم عند قدوم البختنصر، وقاموا إلى ملكهم واعترضوا على هذا الصلح، وقتلوا ملكهم الذي هو من آل داوود - عليه السلام - ونقضوا عهدهم مع بختنصر فعاد بختنصر إليهم، فتحصنوا ضدهم، ولكن بختنصر تمكن من اقتحام المدينة، وقتل وخرب فيها الكثير، وذهب إلى القرى المجاورة وخربها وقتل أهلها وبقي بختنصر في بلادهم، وأحرق ما وقع تحت يديه من التوراة وأبقى النساء، والأطفال ليكونوا عبيداً لأهل بابل؛ حتى بلغ عدد الأطفال تسعين ألف طفل، كان من بين الأطفال نبي الله عزير - عليه السلام، ولما وصل البختنصر بابل وزع الأموال والأولاد على أهل بابل حتى امتلأت بيوتهم بالخير.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة