-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

كيف تخرج الروح من الجسد

 


بداع الله سبحانه وتعالى في خلق الإنسان يتجلى في أسرار جسده وروحه. الإنسان هو أول مخلوق خلقه الله من الطين، والروح هي إشارة إلى قوة الحياة التي أوجدها الله في الإنسان، وهي آية من آيات قدرته العظيمة. لا يعرف أحد سر الروح إلا الله، الذي جعلها سببًا للحياة ووجود الإنسان. كما قال تعالى في القرآن الكريم "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنْ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا".

كيفيّة خروج الرّوح من الجسد

وفقًا لإرادة الله، يتمتع كل إنسان بروحه الفريدة التي تميزه عن غيره، وتمتلك توقيتًا محددًا لاستمرارها في الجسد. لا تدوم الأرواح في هذه الدنيا إلى الأبد، بل تبقى في الأجساد حتى يحين وقت الموت. عندئذ، ينفصل الروح عن الجسد وتنتقل إلى حياة جديدة وعالم آخر. لكن ما هي العملية التي ينفصل بها الروح عن الجسد؟ وكيف يحدث ذلك عندما يقترب وقت الموت وتنشغل الروح بالتحضير للانتقال إلى الآخرة؟ يصاحب هذا الحدث مشاعر غريبة وأحاسيس مؤلمة، حيث يشعر الإنسان برغبة روحه في مغادرة الجسد. ويشعر بأن الروح تنسحب تدريجيًا من الأطراف مثل القدمين واليدين، مما يتركها في حالة هدوء وعدم حركة، ثم تنفصل الروح بأمر الله من بقية الجسد، خلية بعد خلية وعضوًا بعد عضو، حتى تصل إلى الحلقوم. كما جاء في القرآن الكريم "فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ".

عند الحلقوم، تتجرع الروح آلام الموت وتعاني من تشنجاته المؤلمة، وهذا الأمر يختص بمعرفته الله وحده، حيث لا يكون الإيمان أو التوبة مفيدة للروح التي لم تكن مؤمنة من قبل. ووفقًا للحديث الشريف، يقبل الله توبة عبده ما لم تصل إلى الغرغرة، وتكون الغرغرة عندما تصل الروح إلى الحلقوم. وبعد الحلقوم، يأمر الله الروح بالخروج من الجسد وتفارقه، ويظل الجسد هامدًا، حتى يأذن الله للروح بالعودة إليه مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة