الفحش والتفحُّش
ينهى الإسلام عن اللجوء إلى التفحّش والفحش في القول والفعل، ويرد هذا التحذير في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. يجدر بالمسلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة ويكون طيب الكلام والفعل، ويتجنب السبّ والقذف والشتم. إذا انحرف المسلم عن هذا السلوك الحميد وتجاوز إلى الفحش والتفحّش، فإنه يرتكب محظوراً من المحظورات الشرعية التي تجلب العقاب الأخروي.
حُكم سبِّ الدّين
لم يختلف العلماء في حُكم من يسب الدين الإسلامي أو يسب خالقه ويشتمه، سواء كان ذلك بشكل مباشر في استهانة بالذات الإلهية أو الدين الإسلامي، أو بشكل غير مباشر بالاستهزاء بتعاليم الله وأحكامه ورسله. جميع أهل العلم اتفقوا على أن من يسب الدين أو الذات الإلهية فإنه يكون كافراً مرتداً عن الإسلام إن كان مسلماً. وقد ذُكر ذلك صراحة في القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
حكم سبّ الدين في حالة الغضب: إذا صدرت من المسلم إساءة للإسلام أو لأحد رموزه العُظمى بعد أن وصل إلى حالة غضب شديد أخرجته عن حالته الطبيعية، هل يُعاقَب على ما صدر منه أم أنّه لا يكون مُؤاخذاً؟ رأي الفقهاء هو أنّه إذا كانت توبته صحيحة ومستوفية للشروط الشرعية، وأبدى ندماً على ما فعل، فإنه لا يؤاخذ على ما صدر منه في تلك الحالة الغاضبة.
شروط قبول توبة سابّ الدين: قبول توبة الشخص الذي قام بسبّ الدين يعتمد على توفير بعض الشروط الضرورية. من هذه الشروط:
- أن تكون التوبة خالصة لله وبعيدة عن أي نوايا سيئة أو رغبات شخصية.
- أن يكون هناك ندم صادق على ما قام به من سبّ الدين.
- العزم على الابتعاد عن هذا الفعل وعدم العودة إليه.
- أن تكون التوبة في أوقات مقبولة، ما عدا الأوقات التي تقتضي فيها النصوص الشرعية عدم قبول التوبة.
الخاتمة: ينصح المسلم بأن يلتزم بالآداب الإسلامية ويتجنب الفحش والتفحّش في القول والفعل، وأن يعي أن سبّ الدين والذات الإلهية يُعدّ من الكبائر، ويجلب العقاب الأخروي. في حال ارتكاب مثل هذا الفعل، يمكن قبول توبة الشخص إذا اجتمعت الشروط الشرعية للتوبة وبينه ندم صادق على ما قام به.
إرسال تعليق