-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

التكفير في الشريعة الإسلامية مفهومه وضوابطه ومعالجته.


تعريف الكفر لغة:
قال الرازي في معجم الصحاح الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان.
وقد كَفَرَ بالله كُفْراً وجمع الكافِرِ كُفَّارٌ وكَفَرَةٌ وكِفارٌ أيضاً وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ.
والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً.وقوله تعالى: "إنَّا بكُلٍّ كافِرون"، أي جاحدون.
وقوله عز وجل: "فأبَى الظالمونَ إلا كُفوراً". قال الأخفش: هو جمع الكُفْرِ، والكَفْرُ بالفتح: التغطيةُ. وقد كفرْتُ الشيءَ أكْفِرُهُ بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ.
ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتَّى غطته.
وقال ابن منظور ورجل كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ.

الكفر و التكفير في الاصطلاح:
الكفر اصطلاحا جحود العبد أو تكذيبه لأصول الإسلام، أو ارتكابه لما هو ناقض من نواقض الإيمان والإسلام .
يقول ابن حزم معرِّفاً الكفر: " وهو في الدين: صفة من جحد شيئاً مما افترض الله تعالى الإيمان به، بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه، أو بلسانه دون قلبه، أو بهما معاً، أو عمل عملاً جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان"
 و يقول السبكي: " التكفير حكم شرعي- يعني قائم على من كفر - ، سببه جحد الربوبية والرسالة، أو قول أو فعل حكم الشارع بأنه كفر، وإن لم يكن جحداً" ()   
وعليه  فإن التكفير : هو نسبة أحد من أهل القبلة – أي المسلمين – إلى الكفر .
و الخروج عن إطاره الشرعي الضَّيّق بدعة وانحراف دبَّ بأطنابه في الأوساط الإسلامية وخاصة الدَّعوية و العلمية .

جذور التكفير 
تعتبر فتنة التكفير فتنة قديمة ترجع جذورها الفكرية الى فرقة الخوارج  والخوارج يقال لهم: (الحَرورية) نسبة إلى قرية خرجوا منها يقال لها: حروراء، يعتقدون أن كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه [وكفر بالمعاصي] يسمى خارجيّاً ، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان ، ولما اختلفت الخوارج صارت عشرين فرقة ، وكبار الفرق منهم: المحكِّمة، والأزارقة، والنجدات، والبيهسية، والعجاردة، والثعالبة، والإباضية، والصفرية، والباقون فروعهم، ويجمعهم القول بالتبرؤ من عثمان وعلي رضي الله عنهما، ويقدّمون ذلك على كل طاعة، ولا يصحّحون المناكحات إلا على ذلك، ويكفّرون أصحاب الكبائر ، ويستحلّون دماءهم، وأموالهم، بل وقالوا: بخلود العصاة في النار، ويرون اتّباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب وإن كانت متواترة، ويكفّرون من خالفهم، ويستحلّون منه - لارتداده عندهم - ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي ، ويرون أن الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقّ واجب ، ويجمع الخوارج على اختلاف مذاهبهم تكفير علي، وعثمان، وأصحاب الجمل، والحكمين، ومن رضي بالتحكيم، أو صوّب الحكمين، أو أحدهما، والخروج على السلطان الجائر .
قال عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي: إن المُحَكِّمة الأولى من الخوارج قالوا: بتكفير علي، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعائشة، وأصحاب الجمل، وبتكفير معاوية، والحكمين، وأصحاب الذنوب من هذه الأمة وما زادوا على ذلك، حتى ظهرت الأزارقة منهم، فزعموا أن مخالفيهم مشركون، وكذلك أهل الكبائر من موافقيهم، واستحلّوا قتل النساء والأطفال من مخالفيهم، وزعموا أنهم مخلّدون في النار. 
وسبب ضلال الخوارج ،   هو نفس الخلل الذي وقعت فيه المرجئة أيضا وهو أنهم ظنُّوا أن الإيمان كلٌّ لا يتجزَّأ إذا سقط منه جزء سقط باقيه وانعدم بذلك الايمان .
فقالت الخوارج ومن وافقهم : إن النصوص دلَّت على أن الأعمال من الإيمان، وتطبقا للقاعدة السَّابقة – وهي أن الإيمان كل لا يتجزَّأ – قالوا إذا تخلف العمل أو جزء من أجزائه تخلف الإيمان كله ، ومن ثم قالوا بأن مرتكب الكبيرة غير مؤمن وهو في الآخرة مخلد في النار.
و التحقيق في مسألة  جذور التكفير لا يُقتصر على نسبتها إلى  الخوارج فقط إنما ينضم إليهم فريق من أهل البدع و الفرق الأخرى و التي ساهمت في تأصيل البدعة منهم المعتزلة ، و الشيعة ، و المرجئة وقد جمعهم بحث ظريف للدكتور نعمان عبد الرازق السَّامرائي بعنوان التَّكفير أسبابه ، جذوره ، مبرراته فراجعه ولن تعدم خيرا .

أسباب التكفير 
لقد اجتمعت رواسب فكريَّة قديمة نتجت عن انحرافات الفرق الكلامية و الخوارج مع الرواسب التي انتشرت في الوسط الإسلامي المعاصر أدى كثير منها الى اشتعال فتيل التكفير والغلو فيه ، ويمكن تلخيص هذه الأسباب في النقاط التَّالية. 
  • الجهل وقلة العلم و التفقه في الدين
لعل الجهل بأحكام الشريعة من أهم صفات الخوارج الذين كانوا أول من تولى وزر التكفير في هذه الأمة، حين كفروا أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد وصفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)  
يقول الإمام القرطبي مندداً بضلالة الخوارج وقلة فهمهم: "وكفى بذلك أن مقدمهم ردّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ونسبه إلى الجور .... ويكفيك من جهلهم وغلوهم في بدعتهم حكمهم بتكفير من شهد له رسول الله بصحة إيمانه وبأنه من أهل الجنة"   
وهذا الجهل والغلو ينطبق على أضرابهم الذين يأتون في آخر الزمان، يقول عنهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)
قال السندي: " قوله: ((أحداث الأسنان)) أي صغار الأسنان، فإنّ حداثة السّنّ محلٌّ للفساد عادة. ((سفهاء الأحلام)): ضعاف العقول". 
  • عدم التزام سبيل المؤمنين
فكل من لم يتبع سبيل المؤمنين الصادقين الذين أوصى الله باتباعهم و رسوله فهو  كما قال الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ممن  لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية والتي هي أساس الدعوة الإسلامية الصحيحة ، وكذلك ممن شقوا  عصى جماعة المسلمين التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث بل والتي ذكرها ربنا عز وجل وبين أن من خرج عنها يكون قد شاق الله ورسوله وذلك في قوله عز وجل:( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} (115 - النساء) .فإن الله - لأمر واضح عند أهل العلم - لم يقتصر على قوله} ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. . . نوله ما تولى. . . {وإنما أضاف إلى مشاقة الرسول اتباع غير سبيل المؤمنين فقال: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} (115 - النساء)
فاتباع سبيل المؤمنين أو عدم اتباع سبيلهم أمر هام جدا إيجابا وسلبا فمن اتبع سبيل المؤمنين: فهو الناجي  عند رب العالمين ومن خالف سبيل المؤمنين: فحسبه جهنم وبئس المصير .
من هنا ضلت طوائف كثيرة جدا - قديما وحديثا - لأنهم لم يكتفوا بعدم التزام سبيل المؤمنين فحسب ولكن ركبوا عقولهم واتبعوا أهواءهم في تفسير الكتاب والسنة ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة جدا خرجوا بها عما كان عليه سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم جميعا
وهذه الفقرة من الآية الكريمة: { ويتبع غير سبيل المؤمنين} أكدها عليه الصلاة والسلام تأكيدا بالغا في غير ما حديث نبوي صحيح وهذه النقطة يسهو عنها - ويغفل عن ضرورتها ولزومها - كثير من الخاصة فضلا عن هؤلاء الذين عرفوا ب (جماعة التكفير) أو بعض أنواع الجماعات التي تنسب نفسها للجهاد وهي في حقيقتها من فلول التكفير
فهؤلاء - وأولئك - قد يكونون في دواخل أنفسهم صالحين ومخلصين ولكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز وجل من الناجين المفلحين()  
  • قلة العلماء المعتبرين
وذلك  بسبب موتهم أو تقييد حرية البعض مما يؤدي إلى تنامي ظاهرة أنصاف العلماء الذين ليس لهم كبير دراية في فهم النصوص وتنزيل النصوص الشرعية والقواعد العلمية على واقعٍ ما، فتحقيق المناط في الأحكام أمر لا يحسنه كل أحد، وهو الميدان الذي يتمايز فيه العلماء عن الأدعياء، وهؤلاء الأصاغر يفتون في مسائل وقف عندها الأكابر من أهل العلم، وبها يتصدرون المجالس، وهم للأسف يكثرون في آخر الزمان، حيث تُرزأ (تصاب ) بهم أمة الإسلام (إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر).
يقول ابن قتيبة: "لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ، ولم يكن علماؤهم الأحداث، لأن الشيخ قد زالت عنه حِدَّة الشباب ومتعته وعجلته، واستصحب التجربة في أموره، فلا تدخل عليه في علمه الشُّبه، ولا يستميله الهوى، ولا يستزله الشيطان، والحَدَثُ قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ، فإذا دخلت عليه, وأفتى هلك وأهلك".
وهكذا مع فساد الزمان وتلاحق الأيام يتحقق في المسلمين ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
وصدق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وهو يحذر من هؤلاء الأغرار: " ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسقٍ بين فسقه،ولكني أخاف عليها رجلاً قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه، ثم تأوله على غير تأويله". 

  • اشتهار بعض رواد التكفير بالصلاح .
لا شك أن  انتشار هذه الظاهرة بين من عرف صلاحه واستقامة سلوكه سبب آخر يغرر بالكثيرين من الذين يعرفون الحق بالرجال، لا الدليل، فيغتر الناس بصلاح هؤلاء، على قلة علمهم، فيرددون ما قالوا من تكفير المسلمين واستباحة دمائهم إحساناً للظن بهم وبحسن عبادتهم، وقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمثالهم الذين ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية))   
 ورغم صلاح الخوارج وحسن تدينهم فإن بعض أهل العلم لم يتردد في تكفيرهم، وإن توقف الجمهور فيه، لكنهم - على كل حال - اتفقوا على ضلالهم وشناعة قولهم، يقول علي رضي الله عنه: (قوم أصابتهم فتنة، فعموا وصموا)
 وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (هم شرار الخلق) , وقال: (انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين)
فهذه جملة مختصرة من أسباب ودوافع التكفير ، على أنه يجب وضع أسباب أكثر  في الحسبان  مثل  كتصدر صغار السن وقيادتهم للشباب و تقديم المصالح الشخصية على مصالح الأمة لدى القياديين ، و كثرة المنكرات المنتشرة وعدم التصحيح من الدول بل إن بعض الدول تدعم ذلك ، و محاربة الإسلام والمسلمين لدى بعض المنتمين للحكومات ، و الاستهزاء بالدين وبأهله ولمطبقين للسنة . 
ضوابط التكفير .
من أعظم نعم الله تعالى على كل من هُدي إلى السير على منهج أهل السنة أنه وجد الطريق معصوما بضوابط تجنُّه عن الزيغ و الغلو في مثل هذه المزالق  ، نذكر بعضها على سبيل الاختصار.

الضابط الأول : 
التكفير حكم شرعي، مردّه إلى الله ورسوله فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل،يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملَّة.
ولما كان مَرَدّ حكم التكفير إلى الله ورسوله؛ لم يَجُز أن نكفر إلا مَن دَل الكتاب والسُّنَّة على كفْرِه دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لِمَا يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدْرَأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يُدْرَأ بالشبهات؛ ولذلك حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال: «أيُّما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه»  
 وقد يَرِد في الكتاب والسُّنَّة ما يُفْهَم منه أن هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كُفْر، ولا يكفَّر مَن اتصف به، لوجود مانع يمنع من كفره.
وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها، وانتفاء موانعها كما في الإرث، سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين، وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به.

الضَّابط الثاني :
كل من أعلن إسلامه ونطق بالشهادتين فهو مسلم ، له ما للمسلمين وعليه ما عليهم . ولا نخرج أحدا من أهل القبلة من الإسلام إلا بمخرج صريح وناقض واضح ، فالذين يصمون المجتمعات الاسلامية – لأي سبب من الأسباب – بأنها مجتمعات كفر أو ردة ، ومن ثم فكل فرد فيها كافر حتى يعلن إسلامه ، غالون منحرفون عن منهج السلف.

الضابط الثالث .
المؤمن لا يكفر بكل ذنب – خلافا للخوارج ومن وافقهم - ، كما أن الكفر قد يقع بالعمل ، خلافا للمرجئة الذين قالوا لا يكفر إلا من انتفى عنده التصديق ولو عمل ما عمل وقد سبق بيان ما يفيد ذلك.

الضابط الرابع :
هناك فرق بين الحكم العام على فعل من الأفعال أو أمر من الأمور بأنه كفر وبين تطبيقه على المعين وغلط في هذا طائفتان إحداهما رأت أن المعين لا يكفر أبدا فأغلقت باب الردة بدعوى صعوبة التطبيق على المعين لعدم وجود شرط من شروط التكفير أو لوجود مانع من موانعه وذلك عندما يقول المرجئة إنه لا يكفر إلا المكذب بقلبه فقط ومعنى ذلك أننا لا نستطيع أن نحكم على أحد بالكفر بعينه لأي قول أو فعل من الأفعال مهما كان ناقضا للإسلام لأنه قد يكون مؤمنا لوجود التصديق في قلبه .
و الأخرى قالت إذا وجد الحكم العام على فعل من الأعمال بأنه كفر دخل فيه جميع الأفراد ممن وقع منهم هذا الفعل المكفِّر وكفروا بأعيانهم دون النَّظر إلى حال كل فرد على حدة من حيث توفر شروط التكفير و انتفاء موانعه.
أما أهل السنة لم يقولوا أن المعين لم يكفر أبدا كما أنهم لم يوقعوا التكفير على كل من فعل المكفِّر دون النظر إلى عوارض الأهلية ولو نظرنا إلى فعل السلف رحمهم الله لوجدنا أنهم كثيرا ما يطلقون التكفير في بعض الأفعال و المقالات ونحوها وحينما يطبقونها على محلها بتكفير المعين يشددون في التطبيق لأن من وقع منه ذلك قد يكون جاهلا أو متأولا تأويلا سائغا أو حديث عهد بالإسلام أو غير ذلك من الأمور التي تمنع من الحكم بتكفيره .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن المقالة التي هي كفر بالكتاب و السنة و الإجماع يقال هي ،كفر قولا يطلق ، كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله و رسوله ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم و أهوائهم ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر ، حتى يثبت  في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه مثل من قال إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بلإسلام  أو لنشوئه في بادية بعيدة أو سمع كلاما أنكره و لم يعتقد أنه من القرآن  ولا أنه من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها ، وكما كان الصحابة يشكون في أشياء مثل رؤية الله وغير ذلك حتى يسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومثل الذي قال إذا أنا مت فاسحقوني وذرُّوني في اليم لعلِّي أضل عن الله ونحو ذلك فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة  كما قال الله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء  (165) وقد عفا الله لهذه الأمة الخطأ و النسيان. 
و الإمام أحمد وغيره أطلقوا أن التَّجهم و تعطيل الصِّفات أو القول بخلق القرآن أو إنكار رؤية الله أو القدر كفر ، لكنهم لم يكفِّروا الأعيان إلا قليلا ممن ثبت كفرهم بتوفر الشروط وانتفاء الموانع ومن ثم أقيمت عليهم أحكام الرِّدة من القتل وغيره . 

الضَّابط الخامس .
أنه لا يلزم من المقاتلة الكفر وهذا أيضا قد يغلط فيه البعض فيظن أن كل من وجب قتاله أو جاز قتاله فهو كافر مرتد وهذا خطأ بيِّن إذ من المعلوم من أحكام الإسلام أن القتل أو القتال قد يوجد من غير ردة فقد يقع قصاصا من القاتل أو المحاربين ، كما يقع القتال للبغاة و لا يكفرون بل قد وقع إجماع الصحابة على قتال أقوام كالخوارج وقد اختلف العلماء في كفرهم و الراجح أنهم غير كفار و إن وقع منهم بدعة تكفير الناس ومقاتلتهم و العكس أيضا فأهل الذمة من اليهود و النصارى كفار بلا شك ومع ذلك لا يقتلون إلا إذا نقضوا العهد وهكذا.  
النتائج و الآثار المترتبة على الغلو في التكفير:
لم تقف بدعة الغلو في  التكفير عند حد إطلاق المسمى على معين أو مجتمع بكامله ،  بل تعدت آثاره ونتائجه لتجعل من هذه البدعة كابوسا أسودا يحل على المجتمعات لتنشب فيها نار الفتن الجرَّارة ، وتمتد يد الخراب و الترويع. ومن هذه الأسباب :
  • التدمير و التخريب و استباحة الدِّماء.
وهو  أخطر  ما نَجَمَ عن هذا الاعتقاد الخاطئ من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصة والعامة, وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرَّمة شرعاً بإجماع المسلمين؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال ،وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غِنى للناس في حياتهم عنها.
وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم، وحرَّم انتهاكها، وشدَّد في ذلك، وكان من آخر ما بلَّغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «ألا هل بلَّغت؟ اللهم فاشهد»
 وقال صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" . 
وقال عليه الصلاة والسلام: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة»
 وقد توعَّد الله سبحانه مَن قَتَلَ نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال سبحانه في حق المؤمن: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ: {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] ، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قُتِل خطأً فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قُتِل عمداً، فإن الجريمة تكون أعظم، والإثم يكون أكبر. وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن قَتَلَ مُعاهداً لم يَرح رائحة الجنة»
  • ظهور التيارات المقابلة و العكسية 
والمتأمل لظاهرة الافتراق لا يغيب عن ناظريه أثر الغلو في ظهور الغلو المقابل، فالخوارج كانوا سبباً في ظهور المرجئة، وأخطاء الجبرية أدت إلى تنامي تيار القدرية، وهذا ما ينطبق على عموم الفرق الإسلامية.
إذ جنوح البعض إفراطاً أو تفريطاً يؤدي إلى تيار عكسي قد يجنح إلى الحقيقة فيقف عندها، وقد يفارقها إلى الطرف الآخر.
لذا كان من أهم الأسباب التي غذّت فكر التكفير في واقعنا المعاصر ما نلقاه من توقف الكثيرين عن تكفير من لا يسع مسلماً إلا تكفيره، إذ وصل الأمر ببعضهم إلى التوقف في إطلاق الكفر على اليهود والنصارى الذين تكاثرت الآيات على تكفيرهم وخلودهم بالنار، فمثل هذا التفريط يمهد الطريق لظهور المخالف الذي يكفر النصارى ومن وافقهم في أعيادهم ومناسباتهم، إلى غير ذلك من الصور.
فمثل هذه الصور يوجد النقيض، وهو المبالغة في التكفير، وشهره سيفاً على المخالفين.
  • تحريم أخذ العلم بالوسائل المتجددة.
وهي من أشهر الآثار المترتبة على انتشار جماعات التكفير في الأمة الاسلامية، وهو تحريم بلا دليل، وكذلك ضرب من ضروب الغلو وقد وقع في هذا بعض المعاصرين . يقول شكري مصطفى في سياق عرضه لجماعة آخر الزمان " إن جماعة الحق في آخر الزمان خير أمة سوف تخرج للناس مرة ثانية . سيمتها وعمومها أنها أمة أمية لأنها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم (...نحن أمة أمية) 
 وتدخل في قوله تعالى (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)  الجمعة  (3)
ويقول- يعني شكري -   في كتابه لخلافة " و الذي يظن أن هذه الحشود من الجهد و العلوم و المبتكرات التي تغرق الأرض الآن أنها قامت لعبادة الله ، أو أنه يمكن التوفيق  بين بذل العمر في صنع هذه المدنية الرائعة و الدنيا العريضة المزخرفة ، وبين عبادة الله بالصوم و الصلاة و الدعاء و الذكر و الحج والبلاغ و الجهاد في الله حق جهاده ، و التلاوة لكتاب الله حق تلاوته ، وذكر الله تسبيحا له بكرة و أصيلا ... أقول من كان  يظن أن تكاليف بناء المدنية الحديثة لا تتعارض مع تكاليف العبادة ، وأنه يمكن لعلماء الغرب وبناة المدنية أن يكونوا عبادا لله في نفس الوقت ..من كان يظن ذلك فليشهد على نفسه أولا بقلة الحياء ، وصفاقة الوجه ، ثم يفعل بعد ذلك ما يشاء..."
وغير ذلك من الكلام الذي تواترة الأدلة من الكتاب و السنة على بطلانه.
  • تحريم الصلاة في المساجد 
لقد غلى التكفيريون تبعا لغلوهم فزعموا أن كل المساجد القائمة الآن في الأرض مساجد ضرار ، باستثناء أربعة مساجد فقط ، هي المسجد الحرام ، و المسجد النبوي ، و المسجد الأقصى ، و مسجد قباء، وعليه فلا تجوز الصلاة  في غير هذه المساجد الأربعة.

وقيام الفكرة على دعامتين هما :
الأولى : حتمية التسليم بأن مجتمعات المسلمين في عصرنا مجتمعات جاهلية .
الثانية :  أن النتيجة هي حتمية اعتزال المجتمعات وفي مقدمتها المساجد لأنها معابد الجاهلية .
ومهما يكن من أمر فإن ما آلت إليه جماعة التكفير ومن سلك مسلكهم قديما وحديثا من تقريرات ومنطلقات ، فإنها لن تختلف كثيرا عن المآلات التي وصل إليها بعض المنتسبين إلى  المنهج السلفي ممن وقعوا في هذا الانحراف الخطير، فاتفقت ثمارهم لأنها نتاج شجرة واحدة وإن اختلفت مسميات البذور و ألوانها و الله هو المولى. 

معالجة بدعة التكفير 
يصعب القول بأن فتنة التكفير فتنة يسهل القضاء عليها حتى لو تصدرت لذلك الدول و الأنظمة ، ولكن ثمة طرق لعلاج هذه الفتنة على المدى البعيد لأن الفتنة فكرية عقائدية  راسخة في أوائل دركات الانحراف ، و إليك بعضا من سبل العلاج بشيء من الإيجاز.
  • نشر العلم الشرعي
لا شك أن من الأسباب الرئيسية لظهور الغلو في التكفير الجهل وعلاجه العلم ونشره.
وإذا ذكرنا العلم يجب أن يعرف بأنه العلم بالكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح وأن يؤخذ من أهله وهم العلماء الراسخون في العلم ومن الملاحظ أن الغالين في التكفير لديهم شيء من العلم ولكن ليس بفهم السلف الصالح وأخذ عن العلماء الربانيين إنما عن طريق قادتهم حيث يعلمونهم ما يحقق مصالحهم من الشبه التي تنطلي عليهم وهم من ليس لديه تأهيل علمي ويقومون بالحجر الفكري على العلماء الربانيين عند اتباعهم . بأن مستواهم أرفع من مستواهم وأنه لا يمكن أن يفهم كلامهم ولا يحضر عندهم إلا من هو في مستواهم العلمي ويوجهون أتباعهم إلى الصغار أصحاب الشبه لكي يتلقوا عنهم العلم بزعمهم. 
وهذه الطريقة منتشرة عند كثير من الجماعات التي تخالف منهج السلف الصالح وهي التي ينتشر عندها الغلو في التكفير.
  • تعريف الشباب  بأهمية العلم الشرعي: 
إن من الأسباب التي أدت لعدم انتشار العلم الشرعي – وخاصة عند الشباب ـ عدم التعريف به وأهميته للناس في الدنيا والآخرة من تأصيل المسلم في أمور دينه ودنياه ورد الشبه والبدع التي انتشرت عبر وسائل الإعلام والفضائيات ويمكن التعريف به بالطرق التالية: 
  • وسائل الإعلام المقروءة والمكتوبة 
  • المحاضرات والندوات واللقاءات في المساجد والجامعات والنوادي.
  • المدارس والمعاهد وحلقات التحفيظ والدور النسائية.
  • تفعيل دور العلماء: 
ويكون ذلك بإرجاع الناس إليهم والثقة بهم وبعلمهم وعدم تنقصهم وحث الناس على طلب العلم عندهم وسؤالهم عندما يشكل عليهم أمر من أمور الدنيا والدين والالتفاف حولهم عند حصول الفتن والوقوف عند أقوالهم وعدم التعدي عليهم بقول أو فعل ونشر أقوالهم وفتاواهم للناس وبيان سهولة الوصول إليهم إما عن طريق الهاتف أو حضور مجالسهم ودروسهم الخاصة والعامة.
فإنه إذا فعل دور العلماء في المجتمع فإنه سيكون صمام أمان للمجتمع من الفتن والغلو في التكفير.

  • الاهتمام بالشباب وحمايتهم من الشبهات: 
الشباب هم عماد الأمة وهم إما معول هدم أو بناء ولذلك اهتمت الجماعات المنحرفة بهم اهتماما كبيرا وركزت عليهم لتحقيق أهدافها.
وعلى ذلك يجب الاهتمام بهم وقطع الطريق على تلك الجماعات بنشر العلم بينهم وإرجاعهم إلى العلماء الربانيين وتحذيرهم من هذه الجماعات وخطرها وتربيتهم على احترام العلماء وتقديرهم وعدم التقدم عليهم وتعريفهم بالعلماء لأن الجماعات الإسلامية المنحرفة تسمي قادتها ومن يسير على منهجها من طلبة العلم الصغار بالعلماء فيختلط ذلك عند الشباب.
  • الاهتمام بدور النساء في تربية أبنائهن: 
إن أول ما يتلقى الطفل المعلومات من والديه وخاصة الأم فهي تقوم بدور أساسي ومهم في توجيه الأجيال والاهتمام بها وتأصيلها ينعكس على أبنائها. والجماعات الإسلامية المنحرفة لم تغفل عن ذلك فركزت عليهن من خلال المحاضرات والمدارس والجماعات ودور التحفيظ النسائية وأخذت الجماعات بنشر أفكارها عن طريق الأشرطة الصوتية لأتباعها من طلبة العلم وتسميتهم بالعلماء والكتيبات والمنشورات وربما لا يكون نشر الأهداف مباشرا بل زرع الثقة لطلبة العلم عند النساء وأنها المرجعية العلمية ثم بعد ذلك يوصلون ما يشاؤون من أفكار وتوجيهات عن طريقهم.
وعلى ذلك نقول كما قلنا بالنسبة للشباب بأن نقطع الطريق على هذه الجماعات بإرجاع النساء إلى العلماء الربانيين والأخذ عنهم. وتوزيع أشرطتهم وفتاواهم بين النساء والتحذير من الجماعات المنحرفة وفضح مخططاتها وأهدافها والاهتمام بتربية أبنائهن على منهج السلف الصالح وحب العلم والعلماء.
  • مناقشة الغالين في التكفير: 
لقد كان لمناقشة ابن عباس – رضي الله عنهما – للخوارج أثر كبير فقد رجع منهم عدد كبير، وعلى ذلك أرى أن يكون هناك تهيئة لبعض الأمور قبل المناقشة أهمها :
  • أن تكون المناقشة من عالم رباني لديه الحجة والفهم في مناقشتهم وما وقعوا فيه من شبه.
  • أن تكون المناقشة بشكل خاص وغير معلنة لكي لا تنطلي شبههم عند بعض العامة وتتشربها قلوبهم. 
  • أن لا تكون المناقشة مع رئيسهم فقط ولكن باجتماعهم أو اجتماع أكبر عدد منهم. 
  • أن يحضر مع العالم بعض طلبة العلم ممن يثق بهم وبعلمهم لكي يستفيدوا من المناقشة.
  • بيان خطر الغلو في التكفير ونشره عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
وهذا هو دور العلماء في بيان خطر الغلو في التكفير ونشره عبر سائل الإعلام وعقد المحاضرات والندوات في المساجد والمدارس والجامعات وتحذير الشباب من الوقوع فيه.
  • احتواء الشباب من قبل ولاة الأمر ( العلماء والأمراء) 
ويكون ذلك بفتح مجالسهم لهم واستقبالهم ومناقشتهم وسماع مقترحاتهم وآرائهم والرفق بهم ومساعدتهم وحل مشاكلهم لأنه إذا تم ذلك سوف يثق الشباب بهم ويسمع ويطيع لهم وهو المطلوب والهدف المرجو .
  • إزالة المنكرات الظاهرة: 
لأنها من الأمور التي تثير الشباب المتدين وخاصة من يسير خلف هذه الجماعات (المنحرفة عن طريق السلف) ما يسبب إثارة الفتنة وربما يعتدون على أصحاب المنكرات بإزالتها باليد والقوة فيحدث ما لا يحمد عقباه وأيضا تستغل هذه الجماعات ظهور المنكرات في تكفير ولاة الأمر من الأمراء والعلماء لأنهم استباحوها بزعمهم حيث لم يقوموا بإزالتها ووجودها وعدم إزالتها دليل على استحلالهم لها كما أن هذه الجماعات تقوم بنشر هذه العقيدة عند الشباب مما يجرهم إلى ارتكاب الجرائم على أصحاب المنكرات. والقيام بالأعمال التخريبية، وربما تصل إلى التفجير والقتل.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة