-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

هل تدمر ذنوب الخلوات حياتك ؟


 

عندما تجلس وحدك، فبعض المعاصي تستثار بالخلوة، يختلي الإنسان فيقوى سلطان الشيطان عليه، فتتحرك شهوته لارتكاب المعصية.. يمكن لذنوب الخلوات أن تؤثر سلباً على حياتك بشكل كبير، حيث تقلل من السعادة والرضا الداخلي، وتؤثر على علاقاتك ونجاحك في الحياة.. قال تعالى: " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا " يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء.

حرمان العلم:

العلم نور يقذفه الله تعالى في قلب المؤمن به والمعصية تطفئ ذلك النور ويحل محله ظلام الجهل..  قول الإمام مالك للشافعي: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية.

بغض المؤمنين والصالحين له:

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: " ليتّق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر، يخلو بمعاصي الله فيُلقي الله لهُ البغض في قلوب المؤمنين "

تعقيد كل ميسر:

فيجد العاصي إدبار الدنيا والناس عنه فيصبح كل يسير عسير، فكل الأبواب مغلقة ومعطلة لا تستجيب لإرادته ولا تحقق أمانيه في الدنيا.

تستدرج نحوك الأحزان:

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: " رُبَّ شهوة تورث حزنًا طويلًا ".

قال الحسن البصري: " إن العبد المؤمن ليعمل الذنب فلا يزال كئيبًا ".

تُزيل النعم:

قال العلامة السعدي: " العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة ".  دليل على أن العقوبة على الذنب قد تكون بزوال نعمة موجودة، أو دفع نعمة قد انعقد سبب وجودها، أو تأخرها إلى وقت آخر.

زوال طعم العبادة:

قيل لوهب بن الورد: " أيجد طعم العبادة من يعصي الله؟ قال: لا، ولا من همَّ بمعصية " .

قال بشر بن الحارث: " لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات حائطًا من حديد ".

تكتب المذله على صاحبها:

 قال سليمان التيمي -رحمه الله.. " إن الرجل ليصيبُ الذنب في السر، فيصبحُ وعليه مذلته ".

زوال الستر:

قال يحيى بن معاذ رحمه الله: " من خان الله - عزَّ وجلَّ - في السرِّ هتكَ سِرَّه في العلانية ".

علاج ذنوب الخلوات:

1. قلل من الجلوس وحدك حتى تسد مدخل الشيطان إليك في الخلوة.

2. الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء، والتضرع إليه، أن يصرف عنك الذنوب والمعاصي، فقد كان من دعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة " وإذا وقعت في الذنب في السِّر، فعليك بهذا الدعاء الذي دعا به الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتقول في سجودك: " اللهم اغفِر لي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وجِلَّه، وأوّلَهُ وآخِرَه، وعلانيته وسِرَّه " .

3. مجاهدة النفس، ودفع وسوستها، ومحاولة تزكيتها بطاعة الله والإكثار من الذكر والاستغفار.

4. اعلم أنَّ ستر الله لك دليلٌ على أنه لا زال لديك رصيدٌ من الخير في نفسك، فابنِ على هذا الرصيد بفعل الطاعات والقرب من الله.

5. تذكر الموت فإنه إذا جاء في وقت المعصية وارتكاب الذنب، فكيف يقابل المرء ربه.

6. من ترك ذنوب السر في الخلوات عوضه الله خيراً منها إيمانا وصلاحا وتقوى.



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة