-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

هل يجوز الاستغفار من الذنب وأنا مقيمٌ عليه ؟


 

الواجب على المؤمن الاستغفار والتوبة ولو أصر يجاهد نفسه، والتعلق بأستار الكعبة لا أصل له في هذا، ولكن في أي مكان يتوب إلى الله، في بيته، في المسجد، في الطريق، في أي مكان عند الكعبة في المسجد الحرام، في الطواف، في السعي، في أي مكان، والواجب هو الإنابة إلى الله، والعزم الصادق على ترك الذنوب، والواجب عليه أن يستغفر الله، وأن يجتهد ولو كانت المعاصي موجودة، يحاسب نفسه يجاهدها حتى يترك هذه المعاصي. وجود الله وكرمه سبحانه يوجب للمؤمن الطمع في .. الله، والحرص على الاستغفار وأن لا ييئس ولو بقيت المعاصي، لا ييئس يجاهد نفسه، وهذا مما يجب عليه وهذا من توفيق الله له أن يلح ويجتهد في الدعاء ولو بقيت معه المعاصي حتى تزول.. قال تعالى: "  وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا " ومن يُقْدِمْ على عمل سيِّئ قبيح، أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه، ثم يرجع إلى الله نادمًا على ما عمل، راجيًا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورًا له، رحيمًا به.

عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله - صلي الله عليه و سلم - :

" ما من عبدٍ مؤمنٍ إلا و له ذنبٌ يعتادُه الفينةَ بعدَ الفينةِ، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يُفارِقُه حتى يُفارِقَ الدنيا ، إنَّ المؤمنَ خُلِقَ مفتَّنًا توابًا نسَّاءً، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ " السلسلة الصحيحة.

أنّ النّبيّ جاءه رجل..

" فقال يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه، قال : ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، ولا يملّ الله حتّى تملّوا "

وقيل للحسن:

" ألا يستحي أحدنا من ربّه يستغفر من ذنوبه ثمّ يعود ثمّ يستغفر ثمّ يعود ، فقال : ودّ الشّيطان لو ظفر منكم بهذه ، فلا تملّوا من الاستغفار "

قال شيخ الإسلام :

 " فإن الاستغفار هو طلب المغفرة وهو من جنس الدّعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب.. إلى أن قال: والتّوبة تمحو جميع السّيئات،... وأمّا الاستغفار بدون التّوبة فهذا لا يستلزم المغفرة،"

قال ابن رجب:

 " وظاهر النّصوص تدلّ على أنّ من تاب إلى الله توبة نصوحاً واجتمعت شروط التّوبة في حقّه فإنّه يُقطع بقبول الله توبته، كما يُقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلاماً صحيحاً وهذا قول الجمهور، وكلام ابن عبدالبر يدلّ على أنّه إجماع "

وقال ابن رجب أيضا: 

" ومجرّد قول القائل : اللّهمّ اغفر لي طلبٌ للمغفرة ودعاءٌ بها ، فيكون حكمه حكم سائر الدّعاء إن شاء أجابه وغفر لصاحبه ، لا سيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب و صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصّلوات . و يُروى عن لقمان عليه السّلام أنّه قال لابنه : يا بنيّ عوّد لسانك : اللّهمّ اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً ".

قال الله تعالى:

" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم، إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده، الرحيم بهم.

وعنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.. قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: 

" منْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُو الحيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إِلَيهِ، غُفِرَتْ ذُنُوبُهُ وإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ "


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة