صورة تعبيرية |
العصر الجاهلي يعتبر من أقدم العصور الأدبية، ويطلق عليه عصر ما قبل الإسلام، أي قبل بعثة الرسول(صلى الله عليه وسلم). وكلمة الجاهلية لا تعنى إنعدام العلم والمعرفة، وإنما تعنى معانى أخرى مثل الخضوع للإنفعال، والاستسلام للعاطفه والتقاليد دون الإحتكام لرجاحة العقل، وحجة المنطق.
وتبدء هذه الفترة بإنقطاع الوحى عن الارض بعد رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، وتميز العصر الجاهلي بالمرؤه والشجاعة والفصاحة التى وضحت جلية في الشعر والخطابة.
وكان للشعر الجاهلي وزن وأهمية كبيرة، يدلنا عليها عدد الشعراء، وكمية الشعر الذى وصل إلينا. فهو يعتبر شعراً ناضجاً من حيث اللغة، ودقة التصوير.
ولم يصل هذا الشعر كاملاً؛لان أدوات الكتابة والتدوين لم تكن متوفرة حين ذاك، ومع ذلك أستطاع بعض الرواة أن ينقلوا إلينا بعض هذا الشعر.
وقد ساعد علي وصول الشعر الجاهلي لنا فى أبهى صوره طائفة من الشعراء الرواة، وهم الذين يروون شعر من تقدمهم فيحفظونه، ويتوارثونه، و يتخذون منه مدارس يتتلمذون على نهجها ويقلدونها إلى أن تكتمل موهبتهم فى قول الشعر. واتسم الشعر فى هذا العصر بالنضارة والبساطة وسذاجة البداوة عند العرب، واستطاع أن يحتفظ بمستواه فلم يكن مجرد كلام يقال بل إنه عالم بحد ذاته يعبر فيها الشاعر عن إحساسه فيرسمها فى قوله، وكأنه يعيش اللحظة ذاتها فأصبح الشعراء لديهم أداة تحفيز، وطاقة أمل، وحِكمُ تُدرس، وأخلاق يشاد بها، ومع ذلك فله نغمه الموسيقي الذى تطرب له الآذان، ويرق لها القلب، متوازن لا يخل، فلقد ترك لنا الشعر الجاهلي إرثا عظيماً، فكان رواية لأخبار الأمم والقبائل، راصداً ومصوراً لطبيعة حياتهم الاجتماعيه، والسياسية، والفكرية.
وتميز أسلوب الشعر الجاهلي بأنه يبدأ بالوقوف علي الأطلال وذكر الأحبة قِفَا نَبْكِ من ذكرى حبيب ومنزل بِسَقط اللوى بين الدخول فحول ثم ينتقل الشاعر إلى وصف الطريق الذى يقطعة، ثم يصف ناقته الي أن يصل إلى غرض القصيده من مدح او رثاء أو وصف.
وأتصف أسلوب معظم الشعراء في هذا العصر بإستخدامهم ألفاظ وتراكيب قوية صلبة في فى مواقف الحروب والمدح والفخر، وتراكيب لينة في مواقف الغزل، مثل قول أمرئ القيس،
وما زرفت عيناك الا لتضربي بسهميك فى أعشار قلب مقتل
ومن هنا نجد أن ألفاظ الشعر الجاهلي مفهومه فى معظمها. ولم يسلم الشعر الجاهلي من إنتقاد المستشرقين فأنكروا الوفرة الإبداعية التى نقلت عن شعراء الجاهلين، ومنها لإنكار الأدب الجاهلي ق،ولكن القرآن الكريم جاء ليفحم المشككين فيه، ويؤكد على نبوغ العرب وفصاحتهم فجاءت سورة كاملة بإسمهم(الشعراء)، وأشار القرآن إليهم في أكثر من موضع.
محمد صبري
إرسال تعليق