-->
U3F1ZWV6ZTI0OTIyODIyOTkxX0FjdGl2YXRpb24yODIzNDExOTk3MTU=

من عجائب مواقف العفو عن الناس





قال اللهُ تعالى : (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). 

العفو صفة عظيمة من صفات العظماء والصَّالحين، وقد سَمَّى الله تعالى بها نفسه فهو سبحانه (العَفُوُّ الغفور). 

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والصالحون من بعدهم يعفون عن الضعفاء ويُسامحونهم، بل وغالباً يعفون عمَّنْ ظلمهم وَأَسَاءَ إِلَيْهِم. 

فها هو أنسُ بن مالك رضي الله عنه يقول كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجاءه أعرابيٌّ وأمسك بملابسه من عند رقبته وشدَّها عليه حتى احمرت رقبته من شِدَّة الإمساك، ثم قال يا محمد أعطني من مال الله الذي عندك. 

فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل وضحك ثم أعطاه مالاً. 

وها هو عُمرُ بن عبد العزيز رضي الله عنه يدخل المسجد في ليلة مظلمةٍ، فمرَّ برجلٍ نائمٍ فَعَثَرَ به؛ فرفع الرجلُ رأسَهُ وقال : أمجنونٌ أَنْتَ ؟! وهو لا يعلم أنه أمير المؤمنين، فهمَّ بِهِ الـحَرَسُ، فقال لهم عُمَرُ لا تَفْعَلُوا شيئاً، فهو فقط سألني أمجنون؟ فقلتُ لا. 

وقد خرج إبراهيم بن أدهم – أحد الصالحين – يوماً فمرَّ على رجلٍ يهوديٍّ معه كلبٌ، فأراد اليهوديُّ أنْ يُغضِبَ إبراهيم فقال له: يا إبراهيم، لحيتُك هذه أطهرُ من ذَيلِ كَلْبي أم ذَيْلُ كلبي أَطْهَرُ من لحيتك؟ 

فقال إبراهيم : إِنْ كُنْتُ من أهل الجنَّة فإنَّ لحيتي أَطْهَرُ من كلبكَ، وإن كُنْتُ من أهلِ النَّارِ فذيلُ كلبك أَفْضل من لحيتي. 

فقال الرجل: هذه أخلاق النبوَّة، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. 

وهكذا نرى الكثير من أخلاق الأنبياء والصالحين؛ يعفون عمن ظلمهم أو سبَّهم أو تكلَّم عنهم بسوءٍ. 

قال تعالى : (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). 

المصدر: اللسان العربي 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة