ومن علماء مصر و أعاجيب الزمان بُنان الحمال الزاهد ، المتوفى سنة 316 -رحمه الله تعالى- الذي أنكر على واحد من وجهاء أهل الذمة ركوبه الخيل في مصر، وأمره بالنـزول وركوب الحمار, كما أُخذ عليهم في عهد الذمة, فبلغ الأمرُ خُمارويه بنَ أحمد بن طولون حاكم مصر فجوّع أسداً وأُلقي بنان بين يدي الأسد فكان يشمه ولا يؤذيه فرُفع من بين يديه وزاد تعظيمُ الناس له، فقيل له: كيف كان حالك وأنت بين يدي الأسد؟ فقال: لم يكن عليّ بأس ولكن كنت أفكر في سُؤر السِّباع أهو طاهر أم نجس؟!
وجاء إليه رجل يشكو ضياع وثيقة له على رجل ديناً بمائة دينار مصرية - وهو مبلغ ضخم آنذاك - وخاف أن ينكر الرجل الدين وطلب منه الدعاء فقال له: أنا رجل قد كبرت وأنا أحب الحلوى فاذهب فاشتر لي رطلاً، وائتني به حتى أدعو لك، فذهب الرجل وعاد بالحلوى وقد لُفّت بورقة فإذا هي وثيقته الضائعة!! فأخبر الشيخ بذلك فقال : خذ الحلوى وأطعمها صيبانك!! ولما توفي خرج أكثر أهل مصر في جنازته ، وكانت شيئاً عجباً، رحمه الله تعالى.
إرسال تعليق